باتت قضية سد النهضة الشغل الشاغل للمصريين، ما يظهر ذلك واضحا من خلال صفحاتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة بعد التعنت الأثيوبي وعدم التجاوب مع مطالب مصر والسودان للحصول على حقوقهما المشروعة من مياه نهر النيل.
كما أظهرت قضية سد النهضة التفاف المصريين خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي وثقتهم في القيادة السياسية لإيمانهم بحكمتها، وما سوف تتخذه من قرارات حاسمة للحفاظ على حقوقنا في النهر العظيم.
كانت كلمة مصر في الأمم المتحدة التي ألقاها وزير الخارجية المخضرم سامح شكري دليلا على إدانة أديس ابابا، وإصرارهم على التصرف بشكل أحادي بعد إخطار القاهرة بالملء الثاني للسد، وما يتمتع به الجانب الأثيوبي من مراوغة وصلف وتعنت، في الوقت الذي تحاول فيه مصر مد يد السلام والمحبة إلى أشقائها في أفريقيا.
ويمكنني أن أصف كلمة الوزير بـ”النارية” فقد احتوت على جمل قوية، تضع العالم أمام مسؤولياته لحسم تلك القضية المصيرية التي تهم 100 مليون مصري يعيشون على ضفاف النهر الخالد ولا يمكن تخيل حياتهم أبدا بدون مياه النيل.
فضح الوزير سامح شكري ألاعيب الأحباش ونيتهم السيئة تجاه حيرانهم (مصر والسودان) ومماطلتهم طيلة سنوات من التفاوض أثبتت فيها القاهرة حسن نيتها، في الوقت الذي كانت فيه أثيوبيا تبيت الغدر..
نقولها صريحة.. المصريون لن يفرطوا في نقطة مياه هي حقهم في النيل، ويقفون بكل ما يملكون خلف قيادتهم الحكيمة بزعامة الرئيس البطل عبد الفتاح السيسي الذي يعرف ماذا يفعل بالضبط، ويصدر القرار المناسب في الوقت المناسب.
مصر هبة النيل العظيم الذي بنى به المصريون عبر آلاف السنين حضارتهم الممتدة عبر الزمن على الوادي، يعرفون قدر النهر، ويملكون كل الوسائل لحمايته أمام كل من يتجرأ على أن يمنع مياهه عنه.
إرادة مصر الحرة المستقلة لن تقبل أبدا المساس بالنيل، وهذا ما يجعل المصريون مطمئنون، في الوقت الذي هم فيه جاهزون ومستعدون دوما لكل الخيارات.
عاشت مصر آمنة برئيسها البطل وجيشها القوي وشعبها الباسل الذي يخوض معاركه بكرامة وشرف، لا يعتدي على أحد أبدا، ولكنه أيضا لا يقبل أن يعتدي عليه أحد.