مهام ثقيلة تقع على عاتق الرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة في تلك الأيام الصعبة التي تتطلب تضافر جهود جميع مؤسسات الدولة، لتوعية المواطن بما تمر به المنطقة من مخاطر على كافة المستويات الاستراتيجية والاقتصادية.
إن عمل الأحزاب لا يجب أبدا أن يكون في الغرف المغلقة، كما أن التوعية لن تؤدي أهدافها عن طريق النشرات الإعلامية، وبثها على المواقع الإخبارية، أو حتى خلال اللقاءات التلفزيونية التي يتحدث فيها مسؤولو الأحزاب المختلفة.
الشارع في حاجة إلى رموز الأحزاب وخاصة نواب البرلمان من أجل التواصل المباشر مع المواطنين، كل عضو برلماني باستطاعته عقد لقاءات مع أبناء دائرته، ومناقشتهم في الأخطار التي تحيط بمصر من كافة الاتجاهات، مع اشتعال الحدود الأربعة، حيث الحرب المندلعة منذ السابع من أكتوبر الماضي على حدودنا مع الجانب الفلسطيني، والتوتر الذي لم يتوقف على حدودنا الغربية في ليبيا، والحرب الأهلية في الجنوب بين الأشقاء في السودان، إضافة إلى الضربات المتلاحقة في البحر الأحمر.
ليست الحروب وحدها هي ما يؤرق الوطن، ولكن الأزمة الاقتصادية التي تضرب العالم بشكل عام، ومصر بشكل خاص، نتيجة ما يجري في المنطقة من صراعات تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد، وتضغط على ظروف المواطنين.
نحن في أمس الحاجة لنعرف أن تلك الأزمات التي يتم تصديرها إلينا، إنما هي بمثابة ضريبة ندفعها بكبرياء حتى ندافع عن حدودنا، ولا يتم تصفية القضية الفلسطينية عن طريق تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء، وهو ما لم تسمح به القيادة المصرية، وما لن يسمح به الجيش، ولا الشعب المصري.
نحن جميعا نقف في خندق واحد، في لحظة تاريخية فارقة، وفي الوقت الذي لا تتوقف فيه مجهودات الرئيس عبد الفتاح السيسي، والحكومة لحل الأزمات المتلاحقة للمواطن في كافة مناحي الحياة، على الأحزاب أيضا تقع مسؤولية الاندماج مع الشارع والمساهمة في الحل الاقتصادي، إضافة إلى التوعية المطلوبة.
مصر الآن يقودها رجل مخلص، يقدم كل ما لديه من أجل الحفاظ على كل شبر من أرض الوطن، وتنمية الدولة في كافة القطاعات، ورفع العبء عن كاهل المواطن البسيط سواء برفع الرواتب والمعاشات، أو تقديم كل ما يحتاج إليه من خدمات.
حمى الله مصر ورئيسها من كل شر.
